يرى كثير من أزواج غزة، في نقص الوقود وتعطل المركبات عن السير في شوارع القطاع عاملاً ايجابيا، لأنه يدفع زوجاتهم للتخلص من الوزن الزائد طبيعيا من دون استعمال أي من انواع العقاقير والاجهزة التي انتشرت في مؤسسات ومراكز عدة، وذلك يتلاءم مع مقاييس الجمال العالمية التي بدأت تغزو ذائقة رجال غزة.
ويضطر الآلاف من الغزيين الى السير على اقدامهم كيلومترات عدة يوميا لقضاء مشاغلهم، ذهابا الى اعمالهم او الى مقاعد الدراسة وايابا منها، نتيجة ازمة الوقود التي دخلت اسبوعها الثالث على التوالي.
وقال أسامة الاربعيني «لقد أصابت أزمة الوقود القطاع بالشلل التام، لكنها باتت مفيدة لتخفف زوجتي وزنها برياضة المشي ومن دون ادوية»، مشيرا في ذات الوقت، الى تكاليف الادوية الخاصة بتخفيف الوزن، وأعراضها الجانبية.
ياسمين طالبة جامعية، وزنها لا يزيد على 55 كلغ، تقول عند سؤالها عن رياضة المشي الدارجة في غزة لتخفيف النساء من السمنة الزائدة: «مصائب قوم عند قوم فوائد»، وتتساءل: «صاحبات الوزن الزائد يردن التخفيف، ولكن ما ذنب النحيفات وماذا يفعلن؟».
ويتفق اسماعيل الخمسيني مع اسامة، إذ قال: «أحلى ما في نقص المحروقات ان زوجتي تذهب للتسوق مشياً على الاقدام، وهذا يساعدها على تخفيف سمنتها الزائدة، ويجعلها بالطبع احلى في ناظري فلا تزوغ عيناي الى امرأة اخرى». وأضاف: «تغير الزمن وبعدما كانت المرأة الممتلئة عنوان رغبة وإثارة فإن الهيفاء النحيفة صارت مطلب كل الرجال».
وتعج المراكز النسوية المختصة في اللياقة البدنية بعشرات النسوة اللواتي يرغبن في التخلص من الوزن الزائد، اذ قالت ناتاشا اليوغوسلافية ومسؤولة اللياقة البدنية في احد مراكز غزة: «عشرات النساء يحضرن يوميا للمركز بهدف التخلص من الوزن الزائد»، مشيرة الى ان الاشتراك الشهري في المركز 150 شيكلا اي نحو 42 دولارا.
ولفتت سالي وهي موظفة حكومية في دائرة الصحة، الى الانتشار الفضائي ومحطات التلفزة التي «هوست» عقول الرجال في غزة، مبينة ان اغلبية شبان قطاع غزة تفضل النحيفات وتهرب من البدينات.
وأكدت سالي حصول وفيات في صفوف النساء بسبب استعمال عقاقير وأدوية تخفيف الوزن من دون استشارة طبية، مشيرة الى كثرة الأصناف المتوافرة في الاسواق والصيدليات والتي تباع بلا وصفة طبية